يتعذر علاجه فقد يكون فى الواقع على غير ذلك من أسباب عارضة يسهل على
الحكمين الخبيرين بدخائل الزوجين لقربهما منهما أن يمحّصا ما علق من أسبابه
بقلوبهما ، فيزيلاها متى حسنت النية وصحت العزيمة ، ولتعلم أيها المؤمن أن رابطة
الزوجية أقوى الروابط التي تربط بين اثنين من البشر ، فبها يشعر كل من الزوجين
بشركة مادّية ومعنوية ، بها يؤاخذ كل منهما شريكه على أدق الأمور وأصغرها ،
فيحاسبه على فلتات اللسان ، وبالظّنّة والوهم ، وخفايا خلجات القلب ، فيغريهما ذلك
بالتنازع فى كل ما يقصر فيه أحدهما من الأمور المشتركة بينهما ، وما أكثرها وأعسر
التوقي منها! وكثيرا ما يفضى التنازع إلى التقاطع ، والعتاب إلى الكره والبغضاء ،
فعليك أن تكون حكيما فى معاملة الزوجة ، خبيرا بطباعها ، وبذا تحسن العشرة بينكما.
وقد صرح علماء
الاجتماع بأن السعادة الزوجية قلما تمتع بها زوجان ، وإن كانت أمنية كل الأزواج ،
ومن ثم اكتفوا بالمودة العملية ، واجتهدوا فى تربية رجالهم ونسائهم على الاحترام
المتبادل جهد المستطاع.